شهدت فترة الانتقالات الصيفية لعام 2025 واحدة من أبرز المفاجآت في عالم كرة القدم، بعدما رفض المهاجم البولندي المخضرم روبرت ليفاندوفسكي عرضًا سعوديًا ضخماً وصلت قيمته إلى ما يزيد عن 100 مليون يورو سنويًا، مفضلاً الاستمرار مع فريقه برشلونة الإسباني، ليؤكد مرة أخرى أن الطموحات الرياضية لا تزال لها الكلمة الأولى عند بعض النجوم، رغم الإغراءات المالية الهائلة القادمة من خارج أوروبا.
ووفقًا لتقارير صحفية إسبانية، فإن أحد أندية الدوري السعودي للمحترفين تقدم بعرض غير مسبوق من الناحية المالية، شمل راتبًا سنويًا يفوق 100 مليون يورو، بالإضافة إلى حوافز ضخمة ومكافآت مغرية، في محاولة لإقناع ليفاندوفسكي بارتداء قميصه بداية من الموسم المقبل. إلا أن اللاعب، عبر وكيله بيني زاهافي، أوضح أنه يشعر بالراحة والاستقرار في صفوف برشلونة، وأنه لا ينوي التخلي عن حلم المنافسة في الدوري الإسباني ودوري أبطال أوروبا.
هذا الموقف من المهاجم البولندي يأتي في وقت يشهد فيه الدوري السعودي طفرة كبيرة على مستوى التعاقدات مع نجوم الصف الأول في أوروبا. فقد أصبح دوري روشن وجهة لعدد من الأسماء البارزة التي فضلت الانتقال إلى الملاعب السعودية للاستفادة من العقود الضخمة وتحقيق تحديات جديدة، ومن بينهم المدافع الإسباني إنيجو مارتينيز الذي وقع مؤخرًا مع نادي النصر السعودي، ما أثار ردود فعل واسعة بين جماهير برشلونة التي لم تكن تتوقع رحيله السريع.
لكن في حالة ليفاندوفسكي، فإن قرار الرفض يعكس طبيعة شخصيته وطموحه الرياضي، حيث يرى أن وجوده في برشلونة لا يزال يمثل تحديًا كبيرًا، وأنه قادر على تقديم المزيد مع الفريق الكتالوني في السنوات المقبلة. اللاعب، الذي تجاوز عامه الخامس والثلاثين، أكد أنه يريد إنهاء مسيرته بأكبر قدر من الإنجازات الأوروبية، وهو ما يدفعه للاستمرار في “كامب نو” بدلاً من خوض مغامرة جديدة في الشرق الأوسط.
من جانبه، كشف زاهافي وكيل أعماله أن هناك عدة عوامل جعلت ليفاندوفسكي يتخذ هذا القرار، منها التزامه بعقده الحالي مع برشلونة، إضافة إلى أن الأندية السعودية تواجه قيودًا تتعلق بعدد اللاعبين الأجانب المسموح لهم بالمشاركة، وهو ما يقلل من المرونة في استقدام لاعبين جدد. ومع ذلك، أشار الوكيل إلى أن اللاعب لا يستبعد التفكير في مستقبل مختلف بعد نهاية الموسم، لكنه يرى أن الوقت لم يحن بعد لمغادرة أوروبا.
ويرى محللون أن رفض ليفاندوفسكي لهذا العرض يعكس أن بعض النجوم لا يزالون يضعون الأولوية للبطولات الكبرى مثل دوري أبطال أوروبا والدوريات الأوروبية الخمس الكبرى، معتبرين أن الجانب المالي وحده لا يكفي لإقناع كل اللاعبين بترك القارة العجوز. كما أكدوا أن استمرار المهاجم البولندي مع برشلونة يمنح الفريق دفعة معنوية كبيرة، خاصة وأنه لا يزال عنصرًا حاسمًا في تشكيلة المدرب تشافي هيرنانديز.
وبهذا القرار، يثبت ليفاندوفسكي أن طموحاته الرياضية هي ما تقوده في هذه المرحلة من مسيرته، وأن المال، مهما كانت قيمته، لا يمكن أن يغير مسار لاعب يسعى لإنهاء مشواره في قمة المنافسة الأوروبية.